الإستشارة الطبية عن بعد

الإستشارة عن بعد

في الماضي ، كانت حياة الإنسان صعبة للغاية فكان مجبرا على فعل كل شيء بمفرده (الأكل ، خياطة الملابس ، بناء المسكن ، التطبيب الذاتي ......إلخ ) ومع تطوَر الحياة ومرور عصور طويلة من الإكتشافات ، البحث والتحديث أصبحت حياة الإنسان على المستوى المعيشي أسهل بكثير من السابق حيث ظهرت خدمات مختلفة تعتمد على أحدث التقنيات والوسائل التكنولوجيَة التي تعمل على خدمة الإنسان وتوفير متطلباته المعيشيَة بأدق تفاصيلها فظهرت خدمة طلب الأكل عن بعد ، التسوق والشراء عن بعد ، التسجيل وإستخراج الوثائق الهامَة عن بعد ....إلخ ) فجميع هذه الخدمات يتم تسويقها للناس اليوم عبر شبكة الأنترنت التي جعلت من العالم قرية صغيرة يسهل فيها التعارف ، التعامل وتبادل الأفكار ،الخبرات والخدمات .

ومن رحم هذا المفهوم ولدت خدمة عصريَة وحديثة تمكَنت من غرس جذورها بفضل ظهور الإنترنت ووسائل الاتصال السريعة وهي الإستشارة عن بعد التي تعتبر من الفروع الهامَة لمجال خدمات التطبيب عن بعد التي تشمل عددا كبيرا من التَخصَصات والفروع المتوفَرة عن بعد ولعدد كبير من الأشخاص وتحديدا المرضى حول العالم.

وقد رحَبت المنظمات الصحيَة والدوليَة بظهور التطبيب عن بعد الذي إعتبرته بديلا ناجعا عن الزيارات الشَاقة والبعيدة خاصَة لعيادة الطبيب والمستشفيات وأداة فعَالة لتوفير الوقت والجهد والمسافات في الآن نفسه حيث يعتبر نظام التطبيب عن بعد زورق النجاة المثالي خاصَة لمرضى الأمراض المزمنة الذين تستوجب أوضاعهم الصحيَة وطبيعة أمراضهم متابعة وعناية طبيَة مستمرة لضمان إستقرار حالتهم الصحَيَة.

ماهي خصائص الإستشارة عن بعد؟

تعتبر خدمة الإستشارة عن بعد خدمة أوممارسة طبية كشفيَة وتشخيصيَة عن بعد تساعد الطبيب أو المختص بالكشف على المريض عن بعد وتمكين هذا الأخير (المريض) من إستشارة طبيَة خبيرة عن بعد دون تكبَد عناء أو مشقَة الفر أو التنقَل إلى عيادة الطَبيب أو المستشفى.

في خدمة الإستشارة الطبيَة يتم الربط بين المريض والطبيب المختص عبر الإنترنت لإجراء مشاورات أو بالأحرى إستشارات دقيقة حول الأمراض أو التخصصات التابعة للحالة حيث يمكن أن تتمحور الإستشارة حول الطب العام أو المتخصص، ففي نظام الإستشارة عن بعد يمكن للطبيب تشخيص الحالة عن طريق البيانات والمعلومات المقدَمة من قبل المريض أو الخبير الطبي أو الصحي المرافق له.

عادة، يرشد الطبيب أو المختص المريض عن طريق تقنية الفيديو وحسب معلومات صادرة عن الجمعية الطبية الأمريكيَة فإن ما يقارب 78% من المرضى أو الحالات يمكن فحصها، علاجها وتشخيصها بشكل ناجع وآمن عن طريق الإستشارة الطبيَة عن بعد دون اللجوء إلى قطع مسافات طويلة أو بذل مجهود كبير في ذلك.

ماهي أنواع الإستشارات الطبيَة الموجودة عن بعد؟

حسب خبراء هذا المجال تنقسم الإستشارة الطبيَة عن بعد إلى نوعين:

• الإستشارة عن بعد بواسطة الإتصال المباشر بين المختص والمريض
• الإستشارة عن بعد (التشاور عن بعد ) الإتصال بين إثنين من المختصين لتبادل المعلومات والإستشارات الطبية

أمَا على مستوى نقل المعلومة فيوجد نوعين من النقل وهما كالآتي:

النَوع الأوَل هو النَقل المتزامن أو الإستشارة المباشرة: حيث يتصل المريض مباشرة بالطبيب المختص الذي يقوم أثناء هذا الإتصال بتشخيص وتوصيف الحالة ومد المريض بالتوصيف والعلاج المناسب لحالته وإثر هذا الإتصال تمكَن خدمة التطبيب عن بعد المريض من تحميل الملفات الطبيَة كالتحاليل الطبية ، صور الأشعة ......التي من شأنها تسهيل مهمَة الطبيب في التشخيص والحصول على نتائج صحية أفضل.

النَوع الثاني هو النَقل الغير متزامن أو الإستشارة غير المباشرة: حيث يسجَل المريض حالته ويرفقها بياناته الطبيَة أو الملف الطبي الخاص بحالته وذلك بشكل مسبق ليتولَى فيما بعد الطبيب المختص تشخيصها وتحليلها والرد على جميع الأسئلة المطروحة من قبل المريض في وقت لاحق .