الطبَ الباطني

طب الكلى

طب الكلى في تونس

إنَ بنية الجسم البشري إعجاز في حد ذاته فالمتأمَل في العمل الوظيفي لأعضائه يدرك تماما أنَها مرتبطة ببعضها البعض بشكل وثيق لذلك فإنَ أي إضطراب أو خلل يصيب إحدى هذه الأعضاء يحبط عمل الجسم خاصَة وأنَ هذا الخلل من شأنه أن يصيب وينتشر في أماكن وأعضاء أخرى من الجسم.

ومن بين العناصر الحياتيَة التي لا يمكن للجسم العيش دونها أو إستكمال وظائفه بفقدانها وهي الكلى التي تلعب دور المطهرَ الأول والأساسي في جسم الإنسان فهي التي تعمل على تنقية الدَم ،إنتاج البول وتنظيم الوظائف الأيضيَة فيه (الأيض).

وإعتبارا لهذا الدَور الوظيفي الهام كان لا بدَ من ظهور تخصص طبي يشخَص، يحلل ويعالج أمراض الكلى التي تعتبرمن أخطر الآفات الصحيَة المعيقة للأداء الوظيفي السَليم للجسم البشري ،ورغم أنَ جذور طب الكلى ظهرت مع الأطبَاء القدامى إلاَ أنَه إختصاص عرف ذروته الحديثة والمتطوَرة في العصر الحالي خاصَة في السَنوات الأخيرة، حيث ظهرت تقنيات وطرق علاجيَة وبديلة مكَنت وإلى حد ما من تقليل مخاطر الأمراض الكلوية خاصَة الشديدة كالفشل الكلوي الحاد، عدوى الكلى ،إلتهاب المثانة (يتبع طب المسالك البوليَة أيضا ،الحصى،ٍ إلتهاب كبيبات الكلى الحاد...... )أهمَها تفتيت حصى الكلى عبر الليزر،عمليات زرع الكلى وطرق تنقية الدم "الدياليز" ....وغيرها من الأساليب العلاجيَة والإستطبابيَة التي ساعدت مرضى الكلى على التعايش مع مشاكلهم الصحيَة أو علاج أمراضهم الكلويَة الخطيرة بعد أن كان الشَفاء منها في الماضي شبه مستحيل.

ما هو طب الكلى ؟

يعرَف أهل الإختصاص طب الكلى كونه تخصص طبي يوفَر للمريض الوقاية ،التشخيص والعلاج من مختلف الأمراض والمشاكل الصحيَة التي تصيب الكلى ، كما يسمَى المتخصص في هذا الفرع الطبي بلقب أخصائي أمراض الكلى وعادة يمكن أن يرتبط أيضا بطب الجهاز البولي و ما يعرف بجراحة المسالك البوليَة كما يمكن أن تشمل علاجات طب الكلى تخصصات أخرى أي يتم أثناء العلاج التعاون والعمل بالتوازي مع أطباء وخبراء تخصصات إضافيَة كالطب الباطني ،القلب ،الأشعة ، الأوعية الدمويَة ، الغدد الصماء إضافة إلى قسم أو طاقم العناية المركَزة خاصَة في الحالات التي يؤثر فيها المرض الكلوي أو يطال أعضاء ووظائف حيوية أخرى في جسم الإنسان.

كما يمكن لهذا الإختصاص أن ترتبط به أو تتفرَع منه تخصصات أخرى لوجود عوامل أساسيَة تربطها بطب الكلى كارتفاع ضغط الدم ، مرض السكري ، طب السمنة ، طب التغذية ..(الخاص بمرضى الكلى)

علميَا يملك الإنسان كليتين (واحدة على اليمين وأخرى على اليسار )ولكن ولأسباب لا يعلمها إلاَ الله يمكن للإنسان أن يعيش بكلية واحدة على الأقل فللكلى دورا جذريَا في الحفاظ على التَوازن الوظيفي والفزيولوجي لجسم الإنسان حيث تعمل على تصفية الدم من السموم والمواد الضارَة ، إنتاج وإدرار البول إضافة إلى الوظائف الأيضيَة الأخرى التي تتبع مهام الكلى إذا تمتاز الكلى بوظيفة تطهيريَة تضمن سلامة الجسم من المواد الضارَة والسموم وأخرى تنظيميَة من خلال مساعدة الجسم في عمليَة الحفاظ على التَوازن المائي والوظيفي للكلى.

متى تصبح الإستشارة الطبيَة المختصَة ضروريَة ؟

• تصبح إستشارة أخصائي أمراض الكلى ضروريَة عند الشَعور أو ملاحظة أعراض وعلامات معيَنة أهمَها :
• قلَة البول :ضعف معدَل البول المفرز أوالمنتج خلال 24 ساعة
• الإنتاج المفرط للبول خلال 24 ساعة ....
• إرتفاع ضغط الدم
• تغير لون البول كالذي يكون لونه مشابه لشراب الكوكا كولا أو الذي يكون لونه أحمر لإختلاطه بالدم ومثل هذه الأعراض لا يجب أن تمر مرَ الكرام وتتطلب كشفا دقيقا عن الحالة لمعرفة أسباب ظهور الدم في البول (البيلة الدَمويَة ).
• ظهور تحرق بولي أو حدوث إلتهابات مختلفة بالجهاز البولي كإلتهاب المثانة........إلخ
• ظهور الوذمة وهو تورم وإنتفاخ في اليدين ،الوجه... ولكن مثل هذه الأعراض لا تتعلق بأمراض الكلى فقط حيث يمكن أن تكون ناتجة عن إضطرابات ومشاكل صحيَة أخرى (أمراض القلب ، نقص في التغذية ، الأمراض الباطنيَة وتحديدا الكبد..).