ما هو الطب النَفسي؟
هو تخصَص طبَي يعالج ويشخَص الأمراض النَفسيَة والعقليَة التي تصيب الإنسان (السَلوك، المشاعر، طريقة التَفكير ،التَصور والإدراك إضافة إلى الأمراض والإضطرابات الوظيفيَة المؤثَرة على الإدراك ، الوعي والجانب النفسي والسلوكي في جسم الإنسان ..) ويسمَى أخصائي هذا الطب بالطَبيب النَفساني لأنَه يعالج ويدعم مرضى الإضطرابات العقليَة و النَفسيَة بمختلف أنواعها ، ويتميَزهذا التخصص بتنوَع وتعدد فروعه التي ظهرت في السَنوات الأخيرة أهمَها الطب النفسيَة للأطفالpédopsychiatrie ، الطب النفسي الخاص بكبار السن (الشَيخوخة أو المسنَين ) ويعمل الطَبيب النَفسي في تعاون وثيق مع باقي الإختصاصات الأخرى كطب الطَوارئ ، الأعصاب ، الأمراض الباطنيَة ، الجهاز الهضمي ، الأورام ، طب التَصوير الطبي والأشعة ، طب الأشعَة الخاص بالأطفال ،طب أمراض الشَيخوخة ، العظام ، إضافة إلى الجراحة العامة و علماء الإجتماع وعلماء النفس ،حيث يقع التنسيق مع هؤلاء حسب وضع المريض و المتطلبات العلاجيَة الخاصَة بالحالة.
ماهي مميَزات الطَب النفسي؟
يسعى هذا الطب على تمكين المريض النفسي من الحصول على حياة طبيعيَة متكاملة ومتوازنة أي يكون قادرا فيها على التواصل مع الآخرين ومشاركتهم في الوظائف المجتمعيَة، الأسرية والإنسانيَة ومساعدته على عيش إنسانيته دون أن يفقد توازنه أو صحَته النفسية ومنحه القدرة على مواجهة الالتزامات وتحمَل المسؤوليات التي تفرضها عليه الحياة بكل ثبات وصمود.
فالطب النَفسي يعمل على حماية وضمان سلامة الصحة العقلية للفرد والمجتمع ككل كي لا يفقد النظام المجتمعي توازنه أو يكون عرضة لإنتشار الأمراض العقليَة ، النفسيَة والعصبيَة التي من شأنها أن تؤدي إلى كوارث إجتماعيَة خطيرة (الإنتحار ، القتل والإجراء ، الإدمان ، الشَذوذ ........ إلخ ) لذلك يحرص الطب النَفسي على منع الإضطرابات العقلية وتشخيصها ومعالجتها قبل أن يؤثَر سلبا على المستقبل الاجتماعي والأسري والمهني للمريض.
ماهي العوامل السلبيَة والمحتملة المسبَبة للاضطرابات العقلية ؟
• الجهل والأميَة وتدنَي المستوى الثقافي والفكري
• العنصريَة (العرقيَة، الجنسيَة، الجهويَة ، الإجتماعيَة والماديَة ...إلخ )
• الفشل الدَراسي
• البطالة أو الظروف الوظيفيَة السيئة (الإستغلال ، التحقير ، الإذلال ، القمع ...إلخ )
• القمع الأسري، السياسي، الفكري، الأمني ...إلخ )
• الإصابة بالأمراض الخطيرة والمميتة أو المزمنة
• الحوادث والصَدمات النفسيَة والعصبيَة (فقدان شخص عزيز، طلاق، مرض شخص عزيز ...إلخ )
• الإدمان (تعاطي المخدرات ومعاقرة الكحول)
• التَعرض إلى العنف اللفظي والجسدي (الإغتصاب ، الضرب و الإنتهاكات الجسديَة والجنسيَة)
• الحرمان العاطفي ...إلخ .
ولكن تجدر الإشارة إلى أنَ الأمراض النفسيَة في طب النَفس لا يجب أن تكون دائما إضطرابات نفسية حيث يمكن أن تظهر هذه الأمراض العقليَة بسبب خلل جيني، أو عدم توازن كيميائي في الدماغ أو مرض عضوي مرتبط بإحدى الأجهزة العضوية في الجسم كالغدد الصماء على غرار مشكل فرط نشاط الغدة الدرقية ، مشاكل وإضطرابات التمثيل الغذائي، الأورام الدماغيَة ...إلخ .
ملاحظة : يرتبط علم النفس بالطب النفسي ولكنَه يختلف عنه في العديد من النقاط ورغم ذلك هناك العديد من الأشخاص يخلطون بين الطبَ النَفسي وعلم لنَفس فهذا الأخير ليس طبيبا بينما خبير الطب النفسي هو الطبيب لأنَه يدرس ويتخرَج من كليَة الطَب في حين يتخرَج عالم النَفس من كلية العلوم الإنسانيَة لأنَه علم ينتمي إلى العلوم الإنسانية حيث يدرس جوانب السلوكيات الإنسانيَة كإلإدراك ، الإحساس ،الإنفعالات والدوافع ، بينما يصنَف الطب النفسي ضمن التخصصات الفرعية الطبيَة التي تعمل على كشف ، تشخيص وعلاج الوظائف العضوية في جسم الإنسان وما يصيبها من أمراض ، إضطرابات ومشاكل حيث يهدف الطب النَفسي إلى علاج هذه الإضطرابات بطرق مختلفة سواء بالعقاقير والأدوية أو بالجراحة