ما هي العوامل المسؤولة عن آلام الظهر؟

عندما نشعر بألم في الظهر ، فإننا نبحث دائمًا عن سبب هذا الألم أو العنصر المسؤول عنه وتحديدا الإجهاد البدني المفرط والغير مناسب للجسم . صحيح أن عددا كبيرا من الحالات التي تعاني من مشكل آلام أسفل الظهر الحادة تنتج عن القيام بمجهود بدني عنيف وغير مألوف أو الحركات الخاطئة (أثناء الإنتقال على سبيل المثال أي عند حمل الأثاث) ورغم أن بعض الوظائف تتطلب الكثير من الجهد الظهري و آلام أسفل الظهر هي نتيجة طبيعية و شائعة في بعض المهن. إلاَ أنَ الأمر لا يعني أنَ كل من لديه وظيفة يدوية صعبة سيعاني من آلام في الظهر ، بل على العكس ، يمكن لألم الظهر أن يبدأ المرء أو يصيبه دون أن يقوم بجهد معين.

بالتأكيد ، قد تكون هناك أسباب مرضيَة أو وظيفية أخرى كهشاشة مسبقة في العمود الفقري (الجنف أو التقوس القطني المفرط ، مرض شويرمان..) ، أو ضعف العضلات وضمورها التي تدعم بشكل سيئ العمود الفقري وتجعله أكثر ضعفاً وهشاشة ... إضافة لكون الوزن الزائد الذي يزيد من تفاقم الوضع و لا يساعد بتاتا ! ولكن عندما تكون آلام أسفل الظهر شديدة ومقلقة ، يجب ألا نتوقف عند التشخيص أو التحليل الذي تظهره صور الأشعة السينية للأقراص التالفة أو إلتهاب المفاصل أو هشاشة العظام العظمي ، وهي مشاكل شائعة وقد تكون بسيطة أو غير مزعجة ، لذلك من الضروري البحث عن "الأرضية" أو العوامل المساعدة والملائمة لظهور الآلام ، وهي الأرضية التي تلعب فيها الاضطرابات النفسية والاجتماعية أو المهنية دور الأسمدة أو المواد العضوية التي تغذي هذا المشكل .

رأينا

في كثير من الأحيان ، تكون هناك علاقة سببية بين ألم أسفل الظهر الحاد والمجهود البدني أو الجسدي المبذول ، ومن ناحية أخرى ، في أغلب الحالات تكون أسباب آلام أسفل الظهر المزمنة عديدة ومتنوَعة ، وللتعرف عليها ، من الضروري دائماً أن نضع في إعتبارنا أن الإنسان هو تركيبة واحدة ،متكاملة وكليَة ، لذلك يمكن للعديد من الأمراض ، الإضطرابات أو الآفات المختلفة أن تعبَر عن نفسها أو على الخلل الموجود فيها على مستوى العمود الفقري.