يعتبر مرض الزهايمر من أخطر الأمراض العصبيّة الشائعة في عصرنا الحالي ورغم أنّه قد لا يكون مميتا إلا أنّ أقل ما يقال عنه أنّه مرض خطير لأنّه يسلب من الإنسان حياته وهو لا يزال حي يرزق فينسيه أجمل اللحظات وأقرب الأشخاص إليه إضافة إلى أضراره الجسديّة والوظيفيّة ولعلّ أهمّها مهاجمة خلايا المخ وضرب القدرات المعرفيّة للإنسان بل وقد يصل الحد عندما يكون هذا المرض في مراحله المتقدّمة إلى التأثير حتّى على الأنشطة والمهام اليوميّة إلى درجة قد يصبح فيها مريض الزهايمر عاجزا تماما وفي حاجة ماسّة إلى رعاية خاصّة ومتخصصة في نفس الوقت

كثيرون يظنّون أنّ الزهايمر مرض طبيعي أو نهاية عادية يمكن أن تطال أي شخص مسن موجود على هذه البسيطة غير أنّ الواقع غير ذلك تماما حيث اثبتت دراسات حديثة ووفق جملة من المشاهدات والحالات أن الزهايمر لا يستهدف الفئة المسنة فقط بل أصبح يضرب الشباب أيضا ولكنّه يبقى متفشيّا عند الأشخاص الذين هم في سن متقدمّة جدّا .

ما لاتعرفونه عن الزهايمر !

من المعروف عن الزهايمر أنّه من بين الأمراض التي إهتمت به البحوث والدراسات بشكل خاص وهذه الأخيرة أكّدت إرتباط الزهايمر ببعض الأمراض العصبيّة والنفسيّة أيضا حيث تبيّن أنّ مرضى الزهايمر يصابون بالإكتئاب (مرض العصر ) بسبب الأعراض السلوكية والحركيّة التي يسبّبها المرض المذكور كالعجز واللإرتباك ...إلخ.

من جهته يؤكد الدكتور بيوتر هانتشيش الخبير والباحث في جامعة تشالمرز الشّهيرة والتي تهتم بالمجال التّكنولوجي أنّ بعض البحوث تفيد أنّه إذا تمت إزالة التجمعات البروتينيّة فإنّ الشفاء ممكن كمبدأ عام لكنّ الدكتور هانتشيش يرى أنّ المشكلة تكمن في كيفيّة الكشف عن هذه التجمّعات (التجمعات البروتينيّة )لإزالتها .

وخبراء آخرون أبزهم الدكتور فهمي صديق (أستاذ ومختص في التّغذية ومجال صحّة الطعام )يرون أنّ سوء التغذية أو ما يعرف بالعادات الغذائيّة السيّئة من شأنها أن تؤثّر بشكل سلبي على المخ حيث يضعف الأداء الوظيفي كما سبق وذكرنا.

بما أنّه أصبح من الواضح اليوم أنّ مرض الزهايمر ليس جزءا ثابتا من مرحلة الشيخوخة الطبيعية يجب على الجميع أخذ الأعراض والعلامات التي سيتم ذكرها على محمل الجد وهي ما يلي :

- الشعور بثغرات في الذاكرة (فقدان الذاكرة) خاصّة النّوع الذي يؤثر مباشرة على الأنشطة والأداء اليومي للفرد . - إيجاد صعوبة غريبة في أداء المهام الإعتياديّة و المعروفة فبعض المسؤوليات و المهام البسيطة واليوميّة قد تصبح شبه مستحيلة بالنسبة للشخص الذي يعاني من مرض الزهايمر ولو كان حتى إعداد فنجان قهوة أو كوبا من الشاي , كميّة السكر الموضوعة ...وغيرها من العلامات التي يمكن أن تحدث لمريض الزهايمر لذلك عند ملاحظتها لا بد من الإسراع لإستشارة مختص لإجراء فحص دقيق وتلقي العلاج المناسب للحالة قبل تفاقمها .
- إضطرابات في اللغة حيث شبّه عالم الدماغ الذي بالقاموس أو المجلّد الذي نستمدّ منه الكلمات والمفردات اللاّزمة لتكوين جملة في سياقها الكامل ومرض الزهايمر عند ظهوره يحبط هذه العمليّة تماما فيصبح بمثابة تمزق كبير في صفحات هذا القاموس وبالتالي فإن المخزون اللغوي يتضاءل ومعاني الكلمات التي كانت مفهومة في السابق (الماضي ) تصبح غير مفهومة ويغيب معناها عن الإدراك بشكل تدريجي .
- إختلال الإدراك والوعي بالزمان والمكان (أعراض تظهر في المراحل المتقدمة للمرض ) كثيرة هي الأعراض التي يمكن أن تكون من أهم المؤشّرات المنبئة بمرض الزهايمر ولكن تبقى الحقيقة هي نفسها وهي لا بد من أخذ أي تغيّر أو خلل سواء كان سلوكي , جسمي ...بجديّة خاصّة وأن أغلب الأطباء والخبراء يؤكدون اليوم أنّ مرض الزهايمر والذي يعتبر من أبرز الأمراض المرتبطة بالشيخوخة لا يستثني أحد.