نساء كثيرات يتساءلن عن تأثير السمنة المفرطة على قدرتهن على الحمل وهذا ما دعانا إلى تناول هذا الموضوع من جوانبه المختلفة ، خاصة بعد أن أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن السمنة تضر بخصوبة المرأة حيث تعيق عمليّة الإباضة الطّبيعية بل وتؤثر أيضا على نتائج عمليات التلقيح الإصطناعي كطفل الأنبوب وغيرها فكلما إرتفع معدل كتلة الجسم عند المرأة أصبحت فرص نجاح الإخصاب الإصطناعي قليلة كما يمكن للسمنة أن تسبب العديد من المضاعفات السلبية والمضرة على المرأة والطفل فماهي؟.
مضاعفات السمنة أثناء الحمل
بينت تجارب أجريت حول نساء عديدات كن يعانين من مشكل السمنة أثناء الحمل أنّ مخاطر الإصابة بمضاعفات الحمل ترتفع عندما تعاني المرأة الحامل من السمنة المفرطة ومن بين هذه المضاعفات نذكر ما يلي :
- إرتفاع مؤشر سكري الحمل عند المرأة حيث ترتفع إمكانية إصابة النساء اللاتي يعانين من السمنة بداء السكري المرتبط بالحمل وذلك مقارنة بالحوامل الرشيقات اللاتي لا يعانين من مشاكل في الوزن (يتمتعن بوزن مثالي وطبيعي )
- وقد تظهر مضاعفات أخرى عند المرأة أثناء فترة الحمل بسبب السمنة على غرار مشاكل إرتفاع ضغط الدم أو تعرض بعض الأجهزة الحيوية أو العضوية في جسد المرأة إلى التلف أو الإختلال ولعل أخطرها وأبرزها المشاكل الكلوية (على مستوى الكليتين ) .
- تزيد السمنة المفرطة عند المرأة من إمكانية إصابة المرأة الحامل بأشكال مختلفة من العدوى أبرزها عدوى الجهاز البولي (عدوى المسالك البولية ) أو ما يعرف بعدوى مرحلة الحمل أو ما بعد الولادة مع العلم أن هذه المضعفات يمكن أن تصيب النساء الحوامل البدينات سواء كانت الولادة قيصرية أو طبيعية .
- كما يمكن لعامل السمنة أن يتحد مع عامل السن (المرأة الحامل في فترة عمرية متقدمة ) ما يعرف في طب النساء بالحمل المتأخر، لأن السمنة تعيق نمو هذا النوع من الحمل وتزيد من خطر فشله وتمنع إستمراره وقد تكون السمنة أيضا سببا رئيسيا لتأخر موعد الولادة أي (تتم عملية وضع الطفل لما بعد الوقت المحدد أو المتوقع للولادة).
- ترفيع إحتمالية إعتماد الولادة القيصرية : كما يمكن للسمنة أن تعيق عملية الولادة وزيادة صعوبتها فمثلا أغلب النساء اللاتي يعانين من السمنة محرومات من الولادة بطريقة طبيعية أي يتم توليدهن عن طريق ما يعرف في طب النساء والتوليد بالتوليد التحريضي الذي يعتبر الوسيلة الأكثر شيوعا في ولادات النساء اللاتي يعانين من السمنة من خلال إعتماد الإجراء الجراحي فقط كما يمكن للسمنة أن تمنع طبيب التوليد من إستعمال بعض الأدوية والطرق لجعل عملية الولادة أسهل عند المرأة على غرار أدوية تخفيف الألم والمسكنات خاصة ما يعرف بحقنة التخدير فوق الجافية التي من شأنها تسهيل الولادة على المرأة .
- خسارة الحمل : وتعتبر هذه الوضعية من أصعب وأقسى المضاعفات السيئة التي يمكن أن تسببها السمنة حيث يمكن للأم خسارة جنينها بسبب كتل الشحم والدهون الزائدة والمتراكمة في جسمها إضافة إلى الأمراض الناتجة عن السمنة التي يمكن بدورها إحباط إستمرار نمو الجنين وتزيد من خطر فقدانه .
مضاعفات لها علاقة بتأثير مشكل السمنة على الطفل
العملقة : إصابة الطفل بمشكل العملقة أي أن ينمو الطفل بشكل متضاعف فيصبح حجمه أكبر من الطبيعي أي يكون جسمه مليئا بكمية دهون غير طبيعيةوبالتالي إنتقال السمنة إلى الطفل وهذا ما يجعله يعاني من هذا المشكل في مرحلة الطفولة.
الأمراض المزمنة : قد يصاب الطفل أيضا بسبب السمنة التي تعاني منها الأم بأمراض مزمنة وخطيرة على غرار داء السكّري ، أمراض وإضطرابات القلب والشرايين يمختلف أشكالها وأنواعها خاصة في مرحلة الطفولة أو البلوغ .
الأمراض والعيوب الخلقية : كما تشير دراسات عديدة إلى أنّ إصابة المرأة الحامل بمرض السمنة تزيد من خطر ولادة طفل يعاني من عيب أو عيوب خلقية ومن تشوهات مختلفة .
يرى جل أطباء النساء والتوليد أن عامل الوزن يجب أن يكون ضمن أولويات المرأة والطبيب لضمان ولادة طفل سليم في أحسن الظروف لذلك يجب تحديد الوزن الذي يجب أن لا تتجاوزه المرأة الحامل بالنسبة للمرأة التي تتمتع بوزن طبيعي كي لا تصاب بسمنة الحمل وإعتماد حمية غذائية وطبية صارمة بالنسبة للنساء البدينات لساعدتهن على تقليل كتلة الوزن أثناء فترة الحمل لتجنب المضاعفات المذكورة .
