هو خلل يعرف في المصطلح الطبي لأمراض النّساء بمتلازمة ما قبل الحيض المتمثلّة في ظهور إضطرابات في الدورة الشّهريّة للمرأة تصاحبها آلام شديدة وأعراض تختلف من إمرأة إلى أخرى ولكن وبعض النّظر على إختلاف مظاهرها فإنّ جميع دورات الطّمث عند المرأة تكون غير مريحة ولها أعراض متفاوتة الحدة ولكنّها تختفي مباشرة بعد مرور فترة الحيض ، إنّ أغلب أطبّاء النّساء لا يقلقون بشأن الأعراض أو الآلام التي يسبّبها الطّمث إنّما بسبب المشاكل والأمراض التي قد تكون أكثر خطورة وتكون مرتبطة بالدورة الشّهرية ، خاصّة إذا كانت الأعراض دامغة كظهور نزيف متواصل لا يتوقف حتى بعد مرور فترة الحيض أو حدوث العكس أي غياب وإنقطاع تام لدورة الشّهرية وفي كلتا الحالتين تصبح الإستشارة الطبيّة أمرا ضروريّا حيث يجب على المرأة التحدث إلى طبيبها إذا لاحظت أي إضطرابات أو تغيرات غير معتادة أثناء فترة الحيض ولذلك لمعرفة الأسباب والعوامل التي يمكن أن تقف وراء حالتها .
أعراض ظهور إضطرابات الحيض (الدورة الشّهريّة ) و متلازمة ما قبل الطمث
يجدر بنا التذكير قبل ذكر الأسباب أنّ نساء عديدات قد لا تظهر عليهن أيّة أعراض رغم إصابتهنّ بإضطرابات في الحيض ولكن في أغلب الحالات تكون الأعراض كالآتي :
- الشّعور بتهيّجات مختلفة
- إنتفاخ
- آلام متفاوتة
- إنقباضات
- صداع
- ألم على مستوى الصّدر
- ظهور طفح جلدي أو بثور كحب الشّباب
- الشهيّة المطلقة أو العكس إنقطاع الشهيّة
- الإرهاق المفرط "التعب " دون القيام بمجهود
- التوتّر والقلق المفرط
- الأرق "عدم القدرة على النوم"
- النزيف
- إضطرابات في الجهاز الهضمي (الإمساك ، الإسهال تقلصات المعدة ، آلام في البطن ....)
أسباب ظهور إضطرابات الحيض (الدورة الشّهريّة ) و متلازمة ما قبل الطمث
- إختلال في توازن الهرمونات تحديدا البروجسترون والأستروجين
- المرحلة العمريّة "بلوغ سن المراهقة " أو تأخر في سن البلوغ أو إضطرابات لها علاقة بسن اليأس " فترة الإنقطاع النّهائي للطّمث "
- إلتهابات عنق الرحم
- قصور الغدد وتحديدا الغدة الدرقيّة أو مشاكل في الغدة النخاميّة
- مختلف أنواع الأورام الليفيّة الرّحميّة
- إعتماد الحميات الغذائيّة أو حدوث تغييرات غذائيّة معيّنة
- الإفراط في الإجهاد كالعمل الجسدي المرهق أو الممارسة المفرطة للرّياضة
مهما كانت الأعراض المسجّلة فإنّه في أغلب الحالات سيقوم الطّبيب بإجراء الفحوصات والتّشخيصات الضّروريّة للكشف عن المشكل أو المرض الذي يقف وراء ظهور إضطرابات الدّورة الدمويّة ومن أهم هذه الفحوصات ما يعرف في طبّ النّساء بفحص الخزعة و فحص الحوض والفحص الجسدي والبنيوي للمريضة للتأكد من خلو جسد المرأة من إعتلالات أخرى كإلتهابات المهبل أو عنق الرّحم ويبقى فحص الخزعة من أكثر التشخيصات دقة وفعاليّة لأنّه قادر على تحديد الأمراض الأكثر خطورة خاصّة الإصابات السّرطانيّة أو أي آفات أخرى يمكن أن تهدّد سلامة المرأة وحياتها في بعض الحالات .
ومن بين التشخيصات الهامّة أيضا لتشخيص موضع الخلل وسببه ما يعرف بفحص خزعة بطانة الرّحم ، تنظير الرحم "منظار الرّحم " إضافة إلى فحص الموجات فوق الصّوتيّة .
كما يمكن أن يعتمد طبيب النّساء طرقا علاجيّا أخرى قد تصل إلى إعتماد الإجراء الجراحي لعلاج إضطرابات الدّورة الدمويّة عند المرأة ، ولكن أغلب الأطبّاء يفضّلون البدء بالعلاجات الطبيّة القائمة على وصف العقاقير والأدوية الطبيّة للمريضة قبل اللجوء إلى أي إجراء علاجي آخر ، فبعضهم ينصحون المريضات بإعتماد حبوب منع الحمل (للمتزوجات فقط )التي من شأنها التّخفيف من أعراض الطّمث وتنظيم عمليّة التدفق ولكن هذه الطريقة قد لا تناسب بعض النساء اللاتي لم يتقبّل جسدهن حبوب منع الحمل التي قد تكون سببا عند بعض المريضات لظهور إضطرابات في الدورة وخلل في نظام التدفّق .
أمّا إذا أثبتت الفحوصات أنّ الإضطرابات ناتجة عن خلل هرموني فحينها يمكن لطبيب النّساء اللّجوء إلى العلاج الهرموني .
عموما ، يبقى علاج إضطرابات الدورة الشّهريّة عند المرأة رهين عوامل مختلفة أهمها طبيعة جسد المرأة ، الأعراض ، السن و الوضع الصحي العام لها ...إلخ .
