كثيرون يرون أنّ كلّ شيء كان أجمل قبل أن تسيطر على عالمنا التقنيات التكنولوجيّة الحديثة وغالبا ما نسمع العديد من الأشخاص يتذمّرون من أثر وسائل الإتصال الحديثة ودورها الكبير في توسّبع الهوّة بين الأفراد وتفاقم البرود في العلاقات لكن , هل هذا يمكن أن يجعلنا نتخيل التطور التكنولوجي غول هذا العصر ؟ بالطبع لا ,خاصّة إذا تأمّلنا في حجم الإيجابيات التي أضافتها التقنيات التكنولوجيّة الحديثة في عالم الطب هذا المجال الذي يمنح الأمل من جديد لآلاف الأشخاص حول العالم الذين كانوا ضحايا لمفاجآت الحياة والقدر .
يوميّا , يتعرّض عدد لا يستهان به من الأشخاص في العالم إلى العديد من الحوادث وبالتالي هم يصابون بمشاكل مختلفة (إصابات ) قد تكون أحيانا بالغة الخطورة إلى درجة أنه يمكن للشخص فقدان طرف من أطرافه فتتغيّر حياته تغيّرا جذريّا بل قد تتحوّل هذه الأخيرة إلى جحيم تام وهنا تحديدا يظهر الدور الرائع والمميز للتطور العلمي والتكنولوجي حيث يمكن أن يلجأ الأطبّاء إلى إستخدام أطراف إصطناعيّة مشابهة للأطراف الطبيعيّة وقادرة على القيام بنفس المهام والوظائف ( المشي , الإمساك , الربط بين أعضاء الجسم .
فماهي الأطراف الإصطناعية ؟ وأين تكمن مميّزاتها ؟
يعرّف أطبّاء الجراحة العامة وتحديدا خبراء علاج العضام والمفاصل الأطراف الصناعية على أنّها عناصر بديلة يتم إستعمالها عند إصابة أطراف الإنسان سواء العليا أو السفلى بمشاكل مختلفة (أمراض ,أورام ,تشوهات خلقيّة ....)ناتجة عن ظروف مختلفة (حادث و مرض ...)فيضطر الجرّاح إلى بترها بشكل كلّي أو جزئي على غرار القدم أو الذراع ,وأكثر ما يميّز الأطراف الصناعيّة أنّها تكون محاكية لأطراف البشريّة فتعمل على تسهيل الحياة اليوميّة للفرد وتجعله في غنى عن الآخرين التي قد يراها في حالته شفقة فتعزّز هذه الأطراف ثقته بنفسه وتعيد له إحساسه بالإستقلاليّة الذي فقده بسبب الحادث .
فقد أصبحت الأطراف الإصطناعيّة عنصرا أساسيا في عمليّة تأهيل المرضى وذوي الإحتياجات الخاصّة وإعادة ثقتهم بأنفسهم وإزالة الأسباب والعوائق التي يمكن أن تمنعهم من الإندماج في العالم المحيط بهم والمجتمع عموما .
كيف تصنع الأطراف الإصطناعيّة ؟
كثيرة هي المواد التي إعتمدها الأطبّاء في عمليّة تصنيع وتصميم الأطراف الإصطناعيّة ففي البداية إعتمد الخشب ثمّ البلاستيك , ثم ظهرت المواد الإلكترونيّة (المفصل الإلكتروني ) ...إلى درجة جعلتها تحاكي بشكل مذهل الأعضاء الحقيقية والطبيعيّة للجسم البشري من حيث الشكل والمهام حيث يمكنها القيام بأغلب الوظائف الدقيقة كالرجل أو اليد الصّناعيّة .
لماذا تسخدم الأطراف الإصطناعيّة ؟
يرى العديد من الأطبّاء أنّ الأطراف الصناعيّة لها تأثير إيجابي على المستوى المعنوي أكثر من الوظيفي فهي تخفّف من ألم المريض أو المعوّق وتزيل شعوره بالنقص أو العجز خاصّة أمام الآخرين .
تستعمل الأطراف الصناعيّة في الحالات التي يضطر فيها الطّبيب إلى بتر الأطراف الطبيعية نهائيّا سواء جزئيّا أو كليّا وبغض النّظر عن الأسباب أو العوامل التي تقف وراء الضرر الحادث (حادث , عيب خلقي , أمراض على غرار الغرغرينا التي تصيب تحديدا مرضى السكري (من مضاعفاته )....لذلك يخضع الأطبّاء الأشخاص الذين في حاجة إلى أطراف صناعيّة إلى فحوصات شاملة ودقيقة قبل عمليّة الزّرع او التركيب فإذا أثبتت التحاليل والفحوصات أنّ المريض مصاب بداء السكري فحينها يصبح هذا الأخير في حاجة ماسة إلى ضبط معدل السكري وشفاء جميع الجروح الموجودة في الجسم إذا وجدت قبل عمليّة تركيب الأطراف أو الطرف الصناعية .
ملاحظة : للأطراف الإصطناعيّة مميّزات كثيرة أبرزها : خفيفة الوزن , تقوم بجميع الوظائف المحاكية للأطراف الطبيعية , لها قطع غيار وقابلة للتعديل والصيانة -
