حرقة المريء قد لا تكون عابرة...انتبه من مخلفاتهاh1>

كحرقة المريء قد لا تكون عابرة...انتبه من مخلفاتها

قد نتساءل أحيانا عن الحرقة التي تصيبنا في المعدة بين الحين والآخر، دون أن يكون لدينا تفسير واضح لذلك. لكن إذا حدث معك ذلك كثيرا، فقد تكون حتما مصابا بإحدى الاضطرابات التي تصيب الجهاز الهضميّ والتي تتسبّب بارتجاع محتوى المعدة إلى المريء وهو ما يعرف اصطلاحا بـ"ارتجاع المريء".

تابعنا في الورقة التالية لتتعرف معنا بصفة أوضح على هذه المشكلة ولنلقي الضوء أكثر على الأعراض الرئيسية والعلاجات المتاحة لهذه الحالة المرضية.

اطرح سؤالك على أطبائنا

ما عليك معرفته أولا؟

قبل كل شيء يجب أن نعرف أن المريء هو عبارة عن أنبوب يبلغ طوله حوالي ثلاثين سنتيمترا يصل الفم بالمعدة و يتكون من ثلاث طبقات: طبقتين داخليتين تغطيان المريء وهما الطبقة المخاطية وتحت المخاطية ثم طبقة إضافية من العضلات.

و يمثل التهاب المريء حالة مرضية شائعة يعاني منها الكثير من وقت لآخر بما في ذلك النساء الحوامل، تحدث بسبب رجوع حمض المعدة ومحتوياتها إلى المريء، وقد يتسبب ذلك في تلف المريء وألم حارق خلف عظمة الصدر مع عسر في عملية البلع. ويعتبر التهاب المريء في الآن ذاته مصدرا أساسيا لجميع المشاكل الالتهابية التي تصيب بطانة المريء، لذلك يدعو المختصون إلى الحصول على استشارة طبية بصفة عاجلة بمجرد تكرر أعراض هذه المشكلة، تفاديا لمخلفاتها.

ولنفهم هذا المرض بشكل دقيق يجب أن نقوم بتصوير ذهني لعملية الهضم الطبيعية للطعام ; حيث يفتح الصمام العضلي الذي يفصل المريء عن المعدة بوابة المعدة للسماح بدخول الطعام لها، وتغلق بعد ذلك لمنع الطعام وحمض المعدة من الرجوع إلى المريء. إلا انه في صورة وجود خلل بسبب ضعف الصمام ( العضلة العاصرة)، تبدأ عملية الارتجاع من خلال رجوع الطعام والحمض إلى المريء متسببة بذلك في الشعور بالأعراض المصاحبة وخاصة منها الشعور بالحرقة.

الأعراض؟

يمكن أن نتحدث عن ارتجاع المريء عندما نتعرض لـ:

• الشعور بألم وحرقة في الصدر قد تصل إلى الحلق مما يتسبب في التهاب الحنجرة.
• ألم أو صعوبة عند البلع.
• الشعور بطعم حامض في الفم
• التهاب اللثة والأسنان ورائحة كريهة في الفم.
• سعال جاف
• الفواق
• زيادة في إفراز اللعاب.

وقد تزداد هذه الأعراض سوءًا عند الانحناء أو الاستلقاء أو بعد الإكثار من الأكل إلى حد التخمة.

أنواعه؟

تختلف الإصابة بارتجاع المريء من شخص لأخر وذلك وفقا لحدته ; فمنه الخفيف ومنه المعتدل ومنه الحاد. كما يختلف باختلاف الأسباب المؤدية لظهوره، ، لذلك تم تصنيفه من الناحية الطبية كما يلي:

التهاب المريء الهضمي: وهو الأكثر شيوعا، وهو ناتج عن التآكل الناتج عن إفرازات المعدة الحمضية التي ترتفع أثناء الارتجاع المعدي المريئي.

التهاب المريء الكاوي: ناتج عن ابتلاع محلول يكون عدوانيا ويؤثر بشدة على الغشاء المخاطي.

التهاب المريء المعدي: وينتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية (داء المبيضات المريئي).

التهاب المريء الناجم عن الأدوية: وهو ناتج عن الاستخدام المطول للدواء كالمضادات الحيوية والأدوية المضادة للالتهابات وما إلى ذلك

التهاب المريء اليوزيني: وهو حالة ناتجة عن وجود كمية غير طبيعية من الحمضات (فئة من خلايا الدم البيضاء) في بطانة المريء.

التهاب المريء الناتج عن الاحتراق بسبب الأشعة بسبب الآثار الجانبية المحتملة للعلاج الإشعاعي لسرطان المريء والسرطانات ذات الصلة كالرئة والثدي.

عوامل الإصابة

هناك عوامل معينة تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض على غرار:

• السمنة أو زيادة الوزن
• التبغ والكحول
• تناول الأطباق الحارة
• فتق الحجاب الحاجز ، وهو إصابة بالجهاز الهضمي
• المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل المشروبات الغازية والقهوة وغيرها
• تناول بعض الأدوية
• القلق والإجهاد ، من خلال زيادة إفرازات الحمض الذي يمكن أن يسببه
• تناول المنتجات الحمضية.
• تناول الأطعمة الدسمة والمقلية.
• العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي:الذي يضر ببطانة المريء الداخلية

التشخيص

من أجل تشخيص دقيق، يعتمد الأطباء بشكل كبير على التاريخ المرضي للمصاب وعلى مختلف العلاجات الأخرى التي يتلقاها. كما يعتمدون أيضا على مجمل الأعراض التي تظهر ومدى الاستجابة للعلاج الخاص بها.

وبهدف ضمان تشخيص أكثر دقة ، يعتمد الأطباء عادة على نتائج:

الأشعة السينية حيث تساعد هذه الصور في اكتشاف تضيّق المريء والتغيرات الهيكلية الأخرى كالفتق الحجابي أو الأورام أو الاختلالات الأخرى التي قد تسبب الأعراض.

التنظير الداخلي يسمح بالبحث عن أية ظواهر غريبة في المريء واستخراج عينات صغيرة من الأنسجة لاختبارها .

الفحوصات المخبرية يتم إرسال عينات الأنسجة الصغيرة (الخزعة المستخرَجة أثناء الفحص بالمنظار) إلى المختبر لفحصها وذلك لمعرفة ما إذا كانت الإصابة نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية ولمعرفة تركيز خلايا الدم البيضاء المرتبطة بالحساسية (اليوزينيات) واكتشاف أية خلايا غير طبيعية قد تشير إلى الإصابة بسرطان المريء أو تغيّرات محتملة.

فحص حركية المريء وذلك من خلال قياس ضغط المريء وأدائه الوظيفي.

العلاجات المتاحة:

إذا كان المريض في المراحل الأولى للالتهاب، عادة ما تتم دعوته لإجراء تغييرات في نمط حياته ونظامه الغذائي وفي وضعية فراشه عند النوم بحيث يكون الجزء العلوي من جسمه بزاوية 30 درجة تقريبا . إضافة لذلك ينصحه الطبيب المختص بالامتناع عن الأكل والشرب، ما عدا الماء، قبل أربع ساعات تقريبا من موعد الخلود إلى النوم.

لكن أحيانا مجرد التغيير في نمط الحياة يعد غير كافي بالنسبة لبعض المرضى، بحيث تكون هنالك حاجة ماسة إلى إعطائهم وصفة أدوية تعتمد على مضادات الارتجاع و مضادات الإفرازات الحمضية وذلك لتخفيف الأعراض وتخفيف الارتجاع و الحد من إنتاج الحمض ومنع خطر تكرارها.

هذا وتختلف فترات العلاج بالأدوية حسب حالة المريض وحدة الالتهاب، ففي الأخير يبقى الغرض من العلاج هو الوصول إلى الحد الأدنى من جرعات الدواء التي تتيح للمريض التخلص من الارتجاع المعدي المريئي وتمكنه من مواصلة حياته بصفة طبيعية.

لكن في حال فشل الدواء في تقديم العلاج أو إذا رغب المريض بتجنب استخدام الأدوية على المدى الطويل، وبعد إجراء الفحوصات الإضافية ، قد يوصي الطبيب المختص بالنظر في الحل الجراحي كبديل في العلاج.

اطرح سؤالك على أطبائنا




        يمكننا الإتصال بيك مجاناً

        أدخل التاريخ والوقت ورقم الهاتف الذي تريد أن يتم الاتصال بك