جراحة الصرع : علاج جراحي فعال لكنه سلاح ذو حدّين !

جراحة الصرع : علاج جراحي فعال لكنه سلاح ذو حدّين !

كثيرون يجهلون مدى خطورة الصرع خاصة الغير قابل للسيطرة والذي يعتبر من بين الأمراض العصبيّة الأكثر شيوعا في العالم خاصّة إذا تأملنا في المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن يسببها كالإصابات البدنية أثناء النوبة , خطر الغرق عند حدوث النوبة خلال السباحة أو الإستحمام , الإضطرابات النفسية كالإكتئاب والقلق , ضعف الذاكرة أو فقدان المهارات الفكرية ...إلخ وللحد من هذه المخاطر كان لا بد من إنشاء وبعث إجراء جراحي (جراحة الصرع )تكون مهمته الأولى القضاء وإلى حد كبيرعلى نوبات الصرع الشديدة أو الحد منها على الأقل مع أو دون العلاج الطبي (الأدوية).

وحسب معلومات نشرتها الرويترز في نيويورك ووفق دراسة حديثة نشرها نفس المصدر فإنّ جراحة الصرع التي تشهد تطورا هاما في السنوات الأخيرة ساهمت وبشكل كبير في تحسّن العديد من الحالات المرضية وتحديدا عند فئة الأطفال الصغار وقد ذكر في الدراسة أنّه كلّما تم التسريع بالجراحة كانت النتائج أفضل عند جميع الحالات .
وفي نفس النطاق أكد الدكتور توبياس لودنكيمبر وهو خبير في الجراحة بمستشفى كليفلاند ويترأس الفريق المختص في دراسة الصرع والإجراءات المرتبطة به أنّ الجراحة تحقق نتائج ناجحة عند المرضى الصغار الذين تكون أعمارهم أقل من ثلاث سنوات .

ورغم هذه الإيجابيات إلا أن نفس الفريق حذر من اللجوء إلى هذه الجراحة إذا إستجاب المريض إلى العلاج الطبي (العلاج بالعقاقير )لأنّ جراحة الصرع المبكرة قد تحسن حالة المريض ولكنها تصبح مخاطرة غير منصوح بها وغير لازمة إذا ثبتت إستجابة المريض للعلاج بالعقاقير في وقت لاحق لذلك يرى الخبراء أنّ جراحة الصرع يجب أن تكون خيارا نهائيا في حالة عدم إستجابة المريض إلى العلاج بالعقاقير ...
وتعتبر هذه الدراسة أول دراسة قامت على مبدأ إستخدام المقياس المنهجي للتطور العصبي قبل وبعد جراحة الصرع عند فئة الأطفال الصغار الذبن كانوا في أعمار دون ال 36شهرا أثناء خضوعهم لجراحة الصرع .

ماهية جراحة الصرع ؟

عموما , تعرّف جراحة الصرع ككونها إجراء جراحي دقيق يزيل أو يغيّر منطقة معينة من الدماغ والتي يثبت أنها منشأ أساسي لنوبات الصرع وعادة تكون جراحة الصرع أكثر فعاليّة ونجاعة عندما تكون النوبات موحدة الموقع أي تنشأ على مستوى مكان واحد في الدماغ .

ويؤكد أغلب خبراء الجراحة العامة وجل الباحثين في جراحة الصرع أنّ هذه الأخيرة لا تعتبر ضمن أول الخيارات العلاجية ولكنها الخيار الوحيد والأخير في حالة فشل العلاج الدوائي (بعد إستخدام دوائين على الأقل ) وهي عبارة عن مضادات لنوبات الصرع التي تعمل على كبحها والسيطرة عليها .

ملاحظة : لا يمكن لأي مريض للصرع سواء كان كبيرا أو صغير الخضوع إلى جراحة الصرع قبل إجراء عدد من الفحوصات والإختبارات الكشفية المعروفة بتسمية إختبارات ما قبل الجراحة وهي من الشروط الأساسية والضرورية قبل إجراء جراحة الصرع لأنّها تساهم في تحديد ما إذا كان المريض مؤهلا لهذا النوع من الجراحة أم لا وتساعد الجراح في إختيار الطريقة والكيفية التي ستمكنه من إجراء الجراحة كما يجب .

تصبح جراحة الصرع الحل الأمثل لدى الحالات المقاومة للعلاج الطبي والمعروفة عند أهل الإختصاص بالصرع المقاوم للأدوية.

وتوجد أنواع مختلفة من جراحات الصرع لكن, تعتبر الجراحة الاستئصالية التقويمية من بين الإجراءات الأكثر شيوعًا في العالم حيث تعمل على إزالة جزء صغير من الدماغ وقطع الأنسجة الدماغية الموجودة في المنطقة التي تنشأ فيها النوبات.


اترك تعليقا




        يمكننا الإتصال بيك مجاناً

        أدخل التاريخ والوقت ورقم الهاتف الذي تريد أن يتم الاتصال بك