الإسهال لدى الأطفال سهل العلاج...لكنه يسبب مضاعفات خطيرة!

الإسهال لدى الأطفال سهل العلاج...لكنه يسبب مضاعفات خطيرة!

الإسهال حالة مرضية شائعة قد تكون حادة أو مزمنة تصيب الأطفال في أعمار مختلفة، ورغم انه نادرا ما يهدد حياة الطفل، إلا أنه من المهم التعرف على الحالات التي تتطلب علاجاً فورياً، خاصة وانه قد يؤدي إلى مضاعفات هامة و خطيرة في حال عدم علاجها.

تعرفوا معنا من خلال هذه الورقة عن أسباب الإسهال ولماذا يصيب الأطفال أكثر من البالغين؟ وكيف يمكننا علاجه ؟

اطرح سؤالك على أطبائنا

هل فعلا طفلي مصاب بالإسهال؟

مثلما ذكرنا سابقا الإسهال من المشاكل الشائعة بكثرة عند الأطفال، يحدث كنتيجة لخلل في عملية امتصاص الطعام في الأمعاء الدقيقة ، أو امتصاص الماء في الأمعاء الغليظة ، مما يؤثر على الجهاز الهضمي وعملية التبرز .

من ذلك نلاحظ حالات تبرُّز مُتكرِّرة بضعفي المعتاد أو أكثر لبراز مائي أو رخو تختلف كثافته عن النَّمط الطبيعي وقد يحتوي في بعض الأحيان على الدَّم أو المخاط. ويعتبر الإسهال الطريقة المثلى للجسم لتخليصه من الجراثيم والميكروبات المعوية، و تستمر معظم نوباته من بضعة أيام إلى أسبوع تقريبا ويكون مصحوبا بعديد الأعراض التي سنتعرف عليها تباعا.

وهنا يجب الانتباه إلى أن الأطفال الرضع و الذين لا يتناولون الأطعمة الصلبة والدسمة، يفرز جهازهم الهضميّ عدة مرات في اليوم عصارة خاصّة ذات لون أصفر وسائلة وليّنة، ولا يتوجب خلط هذه الحالة بالإسهال.

لماذا يعاني الأطفال من الإسهال؟:

إنّ الأطفال حديثي الولادة حتى عمر الستّة أشهر، عادة ما تكون لديهم مناعة ذاتية يتمّ اكتسابها من مشيمة الأم ولذلك قليلا ما يتعرّضون للإسهال، أمّا بعد ذلك عندما يصبح الطفل في سنّ تناول الأطعمة والتي تعد المصدر الرئيسي للإصابة بالإسهال من حيث النظافة ونوع وطريقة إعداده ، تصبح المناعة أقلّ مما كانت عليه في السابق، فيصير الطفل أكثر عرضة للإصابة بالإسهال.

وعادة ما يظهر الإسهال لدى الأطفال بسبب :

• العدوى الفيروسية والبكتيريّة و الفطريّة
• تناول بعض أنواع الأدوية على غرار المضادات الحيوية والمليّنات
• فرط النموّ البكتيري للأمعاء وزيادتها عن الحدّ الطبيعي أو تغيّر نوعها
• داء الأمعاء الالتهابيّ الذي غالباً ما يتسبب في الإصابة بالإسهال المزمن.
• الحساسية تجاه بعض الأطعمة مثل الحليب ومشتقاته وفول الصويا والبيض والأطعمة البحرية، وتظهر هذه الحساسية خلال العام الأول من عمر الطفل أو ببلوغه العام الثالث كحد أقصى.
• القولون العصبيّ الذي يظهر لدى الأطفال في عمر المدرسة على شكل إسهال مزمن،
• مرض حساسية القمح أو بروتين الجلوتين الذي يُوجد بشكلٍ طبيعيّ في الخبز والمعجنات. وعادةً ما يُعاني الأطفال المصابون بحساسية القمح من نوبات الإسهال المزمن.
• داء الأمعاء الالتهابي نتيجة التهاب أو تهيّج مزمن في المعدة والأمعاء الدقيقة الذي قد يكون مصحوبا بالتهاب وتهيج الأمعاء الغليظة
• اثر العمليات الجراحية خاصة عمليات المعدة أو المرارة

ما هي المضاعفات التي تستدعي القلق

الجفاف هو أكثر المضاعفات خطورة لدى الأطفال الذين يعانون من الإسهال الحاد، ويحدث بسبب فقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل والماء، وعادة لا يتسبب الإسهال الخفيف في فقدان السوائل بشكل كبير، ولكن الإسهال المعتدل أو الشديد يمكن أن يحدثا ذلك. هذا إضافة إلى ما يمكن أن يتسبب فيه من نوبات وتلف في الدماغ قد تصل أحيانا حد الموت. لهذا يمكن لبعض الأَعرَاض أن تكون مدعاة للقلق وتدل بصفة واضحة على الإصابة بالجفاف من ذلك

• جفاف واضح في فم الطفل
• مرور أكثر من ثمان ساعات دون التبول.
• عدم نزول الدموع عند البكاء.
• فقدان الوزن بشكل سريع .
• ارتفاع كبير في درجة حرارة الطفل .
• بشرة باردة وجافة
• نقص الطاقة
• الشعور بالارتباك أو بالدوار

التوجه لطبيب الأطفال

معظم حالات الإسهال يمكن علاجها في البيت، ولا حاجة للتوجه لتلقي المساعدة الطبية سواء في العيادات أو المستشفى. لكن بعض الحالات تتطلب المساعدة الطبية، وذلك في الحالات التالية:

• الإسهال الدموي
• الجفاف المتوسط والشديد
• تفاقم ألم البطن.
• استمرار الإسهال ورفض الطفل تناول الطعام أو الشراب لعدة ساعات متتالية.
• تغير تصرفات الطفل.
• فتور الطفل أو عدم استجابته.
• لديه جهاز مناعة ضعيف
• يعاني من حمى مستمرة
• التقيؤ المستمر

علاج الإسهال والجفاف في صورة حدوثه

بشكل عام لا يحتاج الإسهال عند الطفل لمعالجة بالمضادات الحيوية أو مضادات الإسهال. فعلى العكس فقد تكون هذه الأدوية مضرة للطفل نظرا لأنها توقف الإسهال ولكنها تحافظ على الفيروسات والجراثيم داخل الجهاز الهضمي، وقد تزيد من مدة الإسهال على عكس المطلوب.

وعلى هذا الأساس فان علاج الإسهال لدى الأطفال يعتمد على أمر أساسي وهو الحفاظ على اتزان المياه والأملاح في الجسم لتجنب جفافه. هذا بالإضافة إلى وجوب عدم إهمال الجانب الغذائي وذلك من خلال:

• تناول كمية كافية من النشويات والسعرات الحرارية على غرار الأرز والبطاطا والخبز والفواكه والخضروات.
• تجنب تناول الأغذية التي تحوي الكثير من الدهنيات ومن الصعب هضمها كاللحوم.
• تناول العصائر الطبيعيّة المحتوية على الفيتامينات لتعويض النقص.

وفي صورة أدى الإسهال إلى جفاف الجسم فانه يتعين معالجته بتعويض السوائل التي فقدها الطفل عن طريق الأدوية الفموية. أما إذا ما رفض الطفل تناول السوائل عن طريق الفم، أو أنه استمر بالإسهال أو القيء، فيجب حينها التوجه للطبيب لتعويض السوائل في الجسم بمحلول عن طريق الوريد، حيث تعتبر هذه الطريقة الأمثل لتعويض الطفل عن جميع السوائل التي فقدها.

النظافة والوقاية من انتشار عدوى الإسهال

يُعتبر الأطفال ناقلين للعدوى طالما هم مصابون بالإسهال، وتنتقل الميكروبات بواسطة اللمس. لذا فان غسل اليدين وتجنب استعمال نفس الأغراض مع الطفل المريض والحفاظ على النظافة، تعد من ابرز الأمور لتجنب انتقال العدوى. كما يتعين أيضا إبعاد الطفل المصاب عن الأطفال الآخرين حفاظا على وقايتهم وإبقائه في المنزل لتلافي العدوى.

اطرح سؤالك على أطبائنا




        يمكننا الإتصال بيك مجاناً

        أدخل التاريخ والوقت ورقم الهاتف الذي تريد أن يتم الاتصال بك