الحمل والإنجاب من أكثر التجارب الوجوديّة في حياة المرأة وهو عادة وفي أغلب العلاقات الزّوجيّة حدث متوقع ومرغوب به بشدّة عند الرجل والمرأة على حد السواء وتحديدا عند فئة النّساء ولكن لسبب أو لآخر ، أو لظروف لا يعلمها إلا الله قد تضطر المرأة إلى دفن هذا الحلم الجميل بإرادتها فيصبح الحمل غير مرغوب فيه ومن هذا المنطلق يبدأ الحديث عن الإجهاض المدعوم (المبرمج ) وفي عالم طب النّساء يعرف هذا الإجراء بالكشط الذي يعتبر الحل الجذري والنهائي للتخلص من الحمل وإزالة الجنين قبل تطوّر نموه وهذا ما يدعونا إلى التساؤل حول الأسباب والعوامل التي تقف وراء إختيار مثل هذه الحلول التي قد تكون مؤسفة ومحزنة للمرأة ؟ ومتى يمكن أو يتوجّب على الطبيب إستخدام الكشط للتخلص من الحمل ؟

أوّلا , وقبل كل شيء إنّ قرار تنفيذ مثل هذا الإجراء هو عمل تخصصي أي حكر على أطبّاء أمراض النساء والتوليد ويتم الإجهاض المدعوم وفق عوامل وظروف معينة وقد يتم أحيانا بناءً على ما تستوجبه الحالة وليس برغبة من المريضة لذلك فإنّ الطبيب المختص هو المؤهل الوحيد الذي يحق له اتخاذ مثل هذا القرار والتدخل

لذلك من الطّبيعي أن يرفض طبيب أمراض النساء إجراء إجهاض للمرأة إذا تبيّن له أنّ الوضع لا يستحق أو خطير كما يمكن لهذا الأخير رفض إجراء الكشط بعد الأسبوع الثاني عشر من الحمل. من الشهر الرابع للحمل ،و لا يمكن تنفيذ سوى الحالات التي تعتبر سريريًا خطيرة وطارئة ويتم هذا عن طريق إجراء جراحي كامل .

متى يصبح الإجهاض المدعوم أو المبرمج ضرورة ؟

وقد يقوم أخصائي أمراض النساء بإجراء كشط للحمل (إجهاض مبرمج) خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل وذلك في الحالات التالية:

- عند تعرّض المرأة لحادث مفاجئ سبّب ضررا كبيرا للجنين فيصبح الإجهاض ضرورة للحفاظ على حياتها
- عندما تجهض المرأة جنينها بشكل طبيعي ولكن يكون إجهاضها غير مكتمل أي تبقى الأنسجة الجنينية عالقة في جدار الرحم والتي يمكن أن تكون مصدرًا لحدوث مضاعفات في الرحم (كالإلتهابات).
- الإجهاض الإرادي الذي يتم بناءً على طلب المريضة (المرأة ) لكن لأسباب مختلفة، بما في ذلك عدم الرغبة في وجود أطفال ، أوالحمل غير الشرعي (الحمل خارج نطاق الزواج في بعض البلدان )وفي تونس يعتبر الإجهاض في حالات مماثلة غير قانوني ويجب الإبلاغ عنها فقد يكون الحمل متأصل من جريمة إغتصاب...إلخ
- وقد يضطر الطبيب إلى إتخاذ قرار كشط الحمل وإجراء الإجهاض المبرمج لأنّ المرأة في سن مبكرة أو العكس ( كبيرة في السن) ، أو عدم قدرة المرأة البدنية على الإنجاب (بعض الأمراض تمنع المرأة من الحمل ) فإصابة الأم بمرض خطير إلى حد ما له تداعيات ضارة وسلبيّة على الطفل في المستقبل .

أيا كان السبب وراء إختيار قرار إجراء الإجهاض المدعوم، لا يمكن القيام بهذا الفعل إلا من قبل طبيب أمراض النساء والتوليد و تحت التخدير العام أو ما يعرف بتخدير فوق الجافية . عموما , لا يتطلب الكشط الإقامة الإستشفائية ويمكن للمرأة مغادرة المصحّة أو المستشفى و العودة إلى المنزل في نفس اليوم. ولكن لا بدّ من الحصول على فترة راحة من قبل الطبيب المعالج حيث يتم فيها العزوف والتخلي عن جميع الأنشطة المجهدة أبرزها العلاقة الجنسيّة (الجماع ).

ملاحظة : لا يجب أن يكون الإجهاض المدعوم أو ما يعرف بالكشط عملاً متكرراً أو مطلوبًا بشكل متكرر خلال فترة قصيرة أو متوسطة لأنّ تكرار مثل هذا الإجراء أو إساءة إستخدامه يضر وبشكل أكيد بالجهاز التناسلي للمرأة .