الأمراض المزمنة لدى الأطفال وتأثيرها على الطفل والأسرة

الأمراض المزمنة لدى الأطفال وتأثيرها على الطفل والأسرة

كثيرون يجهلون أن الأطفال أيضا قد يكونون عرضة للأمراض المزمنة التي يتم تعريف حالاتها (سواء كانت الأمراض المزمنة أو الإعاقة الجسدية المزمنة) بشكل عام على أنها حالة تدوم أكثر من 12 شهرًا وهي شديدة بدرجة تكفي لإحداث خلل واضح على المستوى الحركي والوظيفي للطفل أثناء أداءه في الأنشطة المعتادة. حسب آخر الدراسات المنجزة حول هذا الموضوع تبيّن أن الأمراض المزمنة تطال وتؤثّر على 10 إلى 30 ٪ من الأطفال ، وهذا يتوقف على المعايير وطبيعة كل حالة . تشمل الأمثلة المعتمدة في الدراسة الأمراض المزمنة على غرار الربو والتليف الكيسي وأمراض القلب الخلقية ومرض السكري وإاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط الحركي والاكتئاب. من أمثلة الإعاقات الجسدية المزمنة: النخاع الشوكي ، العجز البصري أو فقدان السمع ، الشلل الدماغي ، وفقدان وظيفة أحد الأطراف.

آثار الأمراض المزمنة على الأطفال

يضطر الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة إلى الحد من بعض أنشطتهم اليوميّة والمفضّلة فقد يعانون من الألم أو الانزعاج المتكرر ، واضطرابات النمو والتطور ، مما يتطلّب االمزيد من الزيارات واللإقامات الإستشفائية (المستشفيات )أو استشارات العيادات الخارجية ، و بالتالي المزيد من العلاج الطبي. إذا كانت الإعاقات شديدة ، فقد يتعذر عليهم المشاركة في الأنشطة المدرسية وخارج المدرسة مع رفاقهم.

تعتمد نسبة إستجابة الأطفال لحالة مزمنة إلى حد كبير على مستوى نموهم عندما يبدأ المرض بالظهور في جسد الطفل. ويكون معدل التجاوب مع المرض عند الطفل المصاب بحالة مزمنة في الطفولة المبكرة بشكل مختلف عن الحالة التي تظهر خلال فترة المراهقة. قد يكون الطفل في سن المدرسة أكثر تأثر بوضعه الذي يفرضه عليه المرض خاصة عند إستحالة إمكانيّة الذهاب إلى المدرسة وإقامة علاقات مع رفاقه. يمكن للمراهق أن يكافح مع عدم قدرته على أن يصبح مستقلاً إذا كان يحتاج إلى مساعدة والديه وغيرهم من أجل الحصول على احتياجاته اليومية ؛ يجب على الآباء تشجيع الاستقلالية داخل المراهق و لكن مع تجنب الحماية الزائدة. قد يجد المراهق أيضًا صعوبة في طريقة تعامل الآخرين معه أي أن يعتبره رفاقه مختلفًا.

يمكن للمهنيين الصحيين التوصية بخدمات المستشفى المناسبة للأطفال المصابين بأمراض مزمنة. يمكن إنشاء قاعات لعب مناسبة لأعمارهم وبدء برنامج مدرسي تحت إشراف أخصائي رعاية الأطفال. يمكن تشجيع الطفل على التواصل مع زملائه في الفصل قدر الإمكان. يجب شرح جميع الإجراءات وخطط العلاج للعائلة والطفل قدر الإمكان حتى تعرف الأسرة ما يمكن توقعه من العلاج في المستشفى ، مما يقلل من القلق الذي يمكن أن ينشأ عن عدم اليقين بمختلف التفاصيل.

الآثار على الأسرة

إن وجود طفل ذي إعاقة مزمنة في أسرة ما ، يجبر الجميع على الشعور بالمسؤولية والتخوّف في نفس الوقت وهذا ما يجعل بعض الآباء يفرطون في العناية بالطفل المريض إلى درجة إهمال الإخوة والأخوات ، إضافة إلى التكاليف الباهظة ، والالتزام بتكريس الكثير من الوقت للطفل. ، قد تواجه عائلة الطفل المريض صعوبات بسبب التعارض بين أنظمة إدارة الرعاية المختلفة ،والظروف المتاحة (مثل أفراد الأسرة الذين يرعون الطفل وغير قادرين على العودة إلى العمل) ) والعزلة الاجتماعية. قد ينزعج الأشقاء من الاهتمام الإضافي الذي يتلقاه الطفل المريض. يمكن أن يكون هذا الضغط سببًا لانهيار الأسرة ، خاصةً عندما تكون الصعوبات العائلية موجودة مسبقًا.

أي شيء يتعلق بالمظهر الجسدي للطفل (مثل الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق أو استسقاء الرأس) قد يؤثر على علاقة الطفل بعائلته أو الأوصياء عليه. بمجرد إنشاء تشخيص التشوه ، قد يتفاعل الآباء مع الصدمة أو إنكار الواقع أو الغضب أو الحزن أو الاكتئاب والشعور بالذنب والقلق. يمكن أن تحدث ردود الفعل هذه في أي وقت من مراحل نمو الطفل ، ويمكن لكل ولي أمر أن يتطور وفقًا لسرعته الخاصة ، والبط في عمليّة التواصل قد يجعل العلاقة صعبة للغاية . قد يعبر الآباء عن غضبهم من مقدمي الرعاية أو الأطباء وقد يصبحون عنيفين وغير قادرين على ضبط أنفسهم و أفعالهم ولكن يمكن تفهمهم وتبرير ذلك بعوامل وأسباب مختلفة أبرزها رفضهم قبول الواقع (مرض طفلهم) مما يدفعهم إلى الخروج عن التوازن مع الخبراء في بعض الأحيان إضافة إلى سعيهم الدائم لرؤية العديد من المهنيين الصحيين لطمأنتهم حول الحالة الصحية لطفلهم.


اترك تعليقا




        يمكننا الإتصال بيك مجاناً

        أدخل التاريخ والوقت ورقم الهاتف الذي تريد أن يتم الاتصال بك