تعتبر المفاصل من بين العناصر الأساسية للمشي وتغيير الحركات الموضعية لجسم الإنسان . نظرا لطبيعة تموقعها ككونها تقع بين عظم الفخذ والتجويف المفصلي للحوض أو الحُق ، وتلعب هذه المفاصل دورًا أساسيًا في ضمان وضبط تزامن الحركات المختلفة للجسم.حيث يتم ضمان التوازن الحركي بينهم من خلال الغضروف الذي يغطي الرأس الفخذي للعظم والرأس نصف الكروي للحق. بالإضافة إلى ذلك ، فإن وجود سوائل المفصل يقوي حركة الوركين ويغذي الغضروف في حدّ ذاته.

ورغم علو وأهميّة حركتها إلا أن هذه المفاصل مستقرة بشكل طبيعي ويتم تعزيز استقرارها من خلال الأربطة القوية التابعة لها والمرتبطة بها , إضافة إلى ذلك يكون الورك ، مثل أي مكون آخر في الجهاز العضلي الهيكلي ، حساس لمختلف الأمراض والإضطرابات المفاصل التي قد تستهدف المفاصل وتهدد عملها وتحبط وظيفة التّنقل في جسم الإنسان بشكل عام.

من بين هذه الأمراض نذكر ما يلي :

- الأمراض الالتهابية: يمكن لهذه الأمراض أن تصيب الأشخاص في مراحل عمريّة مختلفة . قد يكون بعض التهاب الوركين من أعراض الأمراض الخطيرة أو المستمرة مثل السرطان وهشاشة العظام. ترتبط الالتهابات الأخرى بأمراض حميدة وليس لها أي تأثير مقلق أو خطير على المفصل ، مثل نزلات البرد الإعتيادية .
- الأمراض والإضطرابات المرتبطة بأنشطة معيّنة ومحددة: بعض الأنشطة ، وخاصة الرياضة ، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحة الوركين. في الواقع ،يكون الأشخاص الرياضيين أكثر عرضة من غيرهم من الأشخاص الطبيعيين ، لخطر كسر الورك و / أو أمراض أخرى مثل ما يعرف بالاصطدام الفخذي وهو مشكل يظهر في شكل نمو هائل للعظام على الحُقّ أو عظم الفخذ .

عادة , يتم علاج بعض الآفات عن طريق العلاج الطبيعي والمسكنات ومضادات الالتهاب والبعض الآخر يحتاج إلى عمليّات جراحية.

هذه الأمراض ، إضافة إلى إضطرابات أخرى من شأنها الحد وبشكل كبير من حركة الجسم ، بينما تكون الالام مختلفة ومتغيّرة من حالة إلى أخرى و بعضها يسبب تدهورًا لا رجعة فيه للورك ،وفي حالات مماثلة تصبح جراحة زرع الأطراف الاصطناعية في الفخذ الحل الوحيد خاصّة عندما يتبيّن للطبيب أنّ جلّ العلاجات الدوائية المستخدمة عاجزة عن مواجهة شدة وحدّة المرض.

كيف يتم إستبدال مفصل الورك ؟

يتم تنفيذ هذا الإجراء تحت التخدير العام (الكلّي ) ويقوم على مبدأ استبدال مفصل الورك بأطراف اصطناعية تعمل كمفصل طبيعي بدلاً من المفصل الطبيعي التالف .عادة , يتكوّن المفصل الصناعي من جزء الحقي ومكون الفخذ.

تتطلب جراحة زرع الأعضاء الاصطناعية الفخذية الكاملة مدة زمنيّة كافية لكن ,عادة لا تتجاوز أربعة أيام بالنسبة للحالات الطبيعية.

بالإضافة إلى ذلك ، فإن فترة ما بعد الجراحة أمر بالغ الأهمية لنجاح عملية زرع الأطراف الاصطناعية للورك بالكامل. ولضمان سلامة العضو الإصطناعي والمحافظة على حيوية الوركين للمشي والحركات العامة للجسم ، فإنه يجب على المرضى الذين خضعوا لعمليّات زرع الأطراف الاصطناعية إجراء جلسات إعادة تأهيل مع أخصائي علاج طبيعي والإستئناف التدريجي للمسار الطبيعي والإعتيادي للنشاط البدني.