حسب آخر الدراسات واحد من كل ثلاثة أطفال يصاب بآلام الظهر ,حيث يعاني نصف هؤلاء الأطفال من نوبات ألم مقلقة رغم أنّه من النّادر أن تستهدف آلام الظّهر فئة الأطفال إلاّ أنه وتحديدا في السنوات الأخيرة بتنا نرى حالات قويّة ومقلقة على مستوى هذا المرض عند فئة الأطفال رغم أنّ النسب تبقى غير مرتفعة إلا أن الوضع ليس مطمئنا ، فمن المهم عدم الاستخفاف بشكاوى الطفل الذي يشعر بالألم خاصة إذا كان الطفل صغيرا جدا حيث يوجد إرتباط وثيق بين عمر الطفل ومعدّل تأثير الألم عليه ودرجة حدّته ، أي أنه كلما كان الطفل أكبر ، زاد الألم.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور كانافيس ، طبيب العظام في مستشفى بمدينة كليرمون فيران الفرنسية،" أنّ الأطفال معرضون إلى آلام الظهر وتحديدا ألم أسفل الظهر ويعتبره ومجموعة من الأطباء هذا المشكل شائعًا في صفوف الفتيات .

عموما ,تظهر آلام الظهر لأسباب عديدة منها ما هو مثبت ومؤكّد وأسباب أخرى تبقى محتملة أبرزها ما يلي : الانقباض ، العدوى ، الورم ، فرط التعرق ، الحلق الشوكي ، الإنزلاق الفقاري (انزلاق الفقرات القطنية الخامسة). الجنف والذي يعتبر من المشاكل العظميّة الأكثر شيوعا عند فئة الأطفال لكنّه نادرًا ما يكون مؤلمًا.

المفاهيم الخاطئة عن آلام الظهر !

لا يوجد أي ارتباط بين ألم الظّهر وحمل الحقيبة المدرسية (حتى الثقيلة) ، ولا مع وسائل النقل المستخدمة وليس مع البيئة الاجتماعية التربوية. لكن من ناحية أخرى ، يمكن لبعض الرياضات عالية الشدّة مثل الرقبي أو الجمباز أن تسبب آلام الظهر وهناك سلوكات سيئة يجهل الأولياء خطورتها على صحّة الطفل كالتدخين ونمط الحياة الرّاكد الذي يزيد من خطر الإصابة بآلام الظهر خاصة في مرحلة المراهقة.

علاج آلام الظهر عند الأطفال

يذكّر الدكتور كانافيس الآباء بأنه "لا ينبغي التقليل من أهمية شكوى الأطفال من آلام الظهر " وينصحهم بعدم التأخر أو التردد في الذهاب إلى طبيب الأطفال الذي من شأنه تحديد الحلول العلاجيّة المناسبة لحالة الطفل و إذا لزم الأمر يتم توجيه ملفه إلى طبيب العظام.

يقوم المتخصص بالتعرف تدريجيا إلى الأسباب الخطيرة المسؤولة عن الألم من أجل علاجه بشكل صحيح. تعتمد العلاجات أيضا ، على طبيعة الأمراض التي تصيب الطفل والمسببة لآلام الظّهر هذه .

وقد يوصي الطبيب بالاسترخاء و / أو الجمباز العضلي و / أو بعرض الطفل على جلسات العلاج الطبيعي. إذا كانت عدوى ، فسيكون تناول الدواء ضروريًا ، وقد يعتمد طبيب العظام وسيلة المشد. في بعض الحالات الخطيرة يكون الحل الجراحي ضرورة لا بد منها .

ملاحظة : يمكن أن يؤدي ألم الظهر غير المعالج عند الطفل (تجاهل شكوى الطفل )، وذلك حسب مجموعة من القراءات في علم الأمراض ، إلى حدوث تشوهات أو خلل ومظهر غير متناغم للظهر ...إضافة إلى مشاكل وعلل أخرى لذلك من الضروري مراقبة أسلوب حياة الطفل وتنظيمها : الرياضة ، والنظام الغذائي ، النوم. في الواقع ، الطفل ينمو وأسلوب حياته له أهمية قصوى في نموه. فيجب التأكد من أنه ينام جيدا و لمدة طويلة بما فيه الكفاية.

في عمر 6 سنوات ، يحتاج الطفل إلى ممارسة الرياضة البدنية لدعم نموه: السباحة ، ركوب الدراجات أو المشي السريع ...من جهته يرى الدكتور كانافيسي أنّه للحفاظ على سلامة ظهور الأطفال يجب أن يأخذ الأولياء شكاوى الطفل من الألم محمل الجد والحرص على إعتماد تدابير بسيطة ولكنّها تصنع الفرق وتحميهم من الأمراض : النظام الغذائي المتوازن ، والأنشطة الرياضية ، ومراقبة وزن الطفل ومراقبة معدّل حدّة الألم وعرضهم على الإستشارة الطبيّة المختصة إذا لزم الأمر.