تشكيل الأنسجة العظمية : إكتشاف علمي أضاف الكثير لجراحة العظام

تشكيل الأنسجة العظمية : إكتشاف علمي أضاف الكثير لجراحة العظام

لطالما مثَل العقل البشري معجزة الله الأبديَة فمنذ خلق هذه الأرض والإنسان يصارع أقداره بحكمة وذكاء فعندما شعر بحاجته الشديدة إلى الدفئ قام بإكتشاف النار ولتعزيز شعوره بالأمان قرر ترك الكهوف والسعي إلى صنع سقف يأويه وباب يحميه فبدأ بتشييد المنازل وإعمار المدن ومع تطور العصور كان الطب بدوره مواكبا لتطور العقول أيضا فظهر العديد من الأطباء والعلماء خاصة العرب كإبن الهيثم وإبن البيطار وإبن الجزار إبن سينا..الذين أثروا الرصيد العلمي والعالمي بفضل نظرياتهم وإكتشافاتهم التي طالت جميع التخصصات والأمراض.

وإلى حد هذه الساعة لم ييأس الإنسان ولم يخرج عن درب هؤلاء العظماء حيث تتواصل البحوث والإكتشافات في عالم الطب لتجعل اليوم من الحلم حقيقة ومن المستحيل ممكنا فالأمراض والأوبئة التي كانت في الماضي تخطف حيات الملايين حول العالم في لحظة واحدة أصبح اليوم من الممكن التغلب عليها وبعث الأمل في المرضى من جديد .

فقد طال التطور والتقدم والإكتشافات العلمية والطبيَة جميع التخصصات كطب الأورام السرطانية ، التجميل وترميم التشوَهات ،الطب الباطني والجراحة العامة بمختلف أنواعها فحتى تأخر الحمل ومشكل العقم لم يعد مستحيلا مع تقنيات الإنجاب بمساعدة طبيَة بعد ظهور تقنية طفل الأنبوب والحقن المجهري ...إلخ .

ولكن وبشهادة جميع الخبراء يبقى الإنجاز الأعظم والأهم هو زراعة الأعضاء الوظيفية التي منحت الحياة إلى العديد من المرضى في مختلف التخصصات بعد أن كان الفشل الوظيفي لأحد الأعضاء في الماضي يعني الموت الحتمي فاليوم يمكن لمرضى الفشل الكلوي أن يعيش ويواصل حياته بشكل طبيعي إذا خضع إلى عمليَة زرع كلى ونفس الشيء إلى مرضى القلب (زراعة قلب ) والرئة (زراعة رئة )الكبد (زراعة الكبد ) ، زراعة الوجه . زراعة الأطراف ...إلخ .

ومن بين الإنجازات البشرية العظيمة التي تم التوصل إليها في السنوات الأخيرة من عصرنا الحالي ما يعرف في طب العظام بزراعة وتصنيع مختلف أنواع العظام البشرية حيث كشفت دراسة حديثة لخبراء وعلماء بجامعة كولومبيا الأميركية أن عملية زراعة وتصنيع العظام البشرية أصبحت ممكنة اليوم في المختبرات وأنَ تشكيل الأنسجة العظمية المتطابقة مع كل حالة باتت ممكنة مهما بلغ الحجم أو الشكل المطلوب وذكر نفس المصدر أنَ هذه العملية ممكنة أيضا على العظام الأكثر تعقيدا ودقة كشكل عظام الأذن الوسطى.

الأنسجة العظمية وتطوير العلاجات

من جهته أكَد الخبير في زراعة العظام ورئيس مختبرات هندسة الأنسجة العظمية وتطوير العلاجات بمستشفى بريغهام للنساء في بوسطن البروفيسور تشالز فاكانتي أنَه يوجد العديد من التطبيقات الخاصة بالأنسجة العظمية

و أنَه من الممكن اليوم تشكيل الأنسجة العظمية بشكل مطابق تماما للأشكال الطبيعية أو المطلوبة مهما كانت صعبة ومعقَدة وإعتبر الدكتور فاكانتي أنَ الدراسة التي أجراها علماء جامعة كولومبيا الأميركية تعتبر خطوة مثرية ومميزة في عالم هندسة أنسجة العظام.

وفي نفس النطاق كان المعهد الوطني للتصوير والهندسية الطبية قد أعلن على لسان الدكتورة روزماري هانزيكر التابعة للمعهد والمشرفة على البحوث في مجال تطوير العظام ومن ضمنها جامعة كولومبيا، أنَ العظام المصنَعة خضعت لإختبارات دقيقة على الحيوانات وعدد محدود من البشر .

ويجدر بنا التذكير أنَ طاقم البحث بجامعة كولومبيا الأميركية كان قد أجرى في وقت سابق العديد من البحوث والدراسات على حيوانات كبيرة الحجم للتأكد من قوة وصلابة هذه العظام قبل البدء في إستعمالها على البشر .

إنَ تصنيع وإنتاج الأنسجة العظمية أضافت الكثير لجراحة وطب العظام بشكل عام حيث ساعدت هذه التقنية أو الطريقة العلاجيَة على دعم مرضى العظام وتمكينهم من إستعادة نسبة كبيرة من قدرتهم الحركية والوظيفية وتعويض العظام والأنسجة العظمية التالفة .


اترك تعليقا




        يمكننا الإتصال بيك مجاناً

        أدخل التاريخ والوقت ورقم الهاتف الذي تريد أن يتم الاتصال بك