التطبيب عن بعد

التطبيب عن بعد

يقال الحاجة أم الإختراع وهو مثل ينطبق على مجال خدماتي طبي لقي رواجا كبيرا في السَنوات الأخيرة وهو التَطبيب عن بعد الذي يمثَل اليوم قارب النَجاة الوحيد لسكَان المناطق الريفيَة والنَائية في العديد من البلدان حول العالم خاصة التي تعاني من نقص كبير في المرافق والمؤسسات الصحيَة بسبب تمركز أغلب الأطبَاء والخبراء المتخصصين بالمدن الكبرى التي تزخر بتجمعات سكانية كبيرة، فيضطر سكَان المناطق النائية عن المدينة تكبَد عناء السفر لمسافات بعيدة ولو للحصول على إستشارة طبيَة عادية فما بالك إذا كان المريض في حاجة ماسَة إلى طبيب مختص يباشر حالته ويشخصها ! ومن رحم هذه الحاجة ولد مبدأ التطبيب عن بعد الذي أصبح اليوم وسيلة ناجعة للحصول على الدعم الطبي والعلاجي الضروري عن بعد دون لجوء المريض إلى التنقَل لمسافات بعيدة .

ما هو التَطبيب عن بعد ؟

يوفَر مجال التطبيب عن بعد جل الخدمات الصحيَة ، التشخيصيَة ، الإستشاريَة والعلاجيَة التي توفرها المستشفيات والعيادات الطبيَة ولكن بطريقة أسهل ،أسرع وبتكاليف ومجهود أقل بفضل تكنولوجيا الاتصالات والوسائل التقنية التي يقع إعتمادها في خدمات التطبيب عن بعد ،حيث يمكَن هذا المجال من تنفيذ العديد من الوظائف و الممارسات الطبية بالرغم من وجود كل من المريض والطبيب في منطقيتين مختلفتين ومتباعدتين جغرافيَا أي يمكن أن يكون الطبيب في نفس المدينة التي يقطن بها المريض كما يمكن أن يكون في دولة أخرى أي في مكان آخر بعيد ومختلف من العالم .

يطلق على التطبيب عن بعد تسمية "الطب البعادي أيضا " لأنَه يقوم على مبدأ نقل الملفات الطبيَة الخاصَة بالمريض والمعلومات والبيانات الطبية بطريقة إلكترونيَة كما يمكن أن يعتمد التطبيب عن بعد وسائل مختلفة لتأمين عملية التواصل بين المريض والطبيب أو لنقل أو تبادل البيانات الطبيَة الخاصَة بالمرضى وذلك عبر طرق ووسائل مختلفة أهمَها :

• الخطوط الهاتفيَة العادية
• الأقمار الصناعية
• الشبكة الرقمية للخدمات
• الشبكة العنكبوتيَة (الأنترنت )
• الشبكة الداخلية (الأنترا نت )

ولكن أغلب وكالات وشركات التَطبيب عن بعد تستعمل الأنترنت لتأمين عملية التواصل والتحميل .

و يقدَم التطبيب عن بعد العديد من الخدمات الصحيَة البعاديَة وهي :

• الإستشارة الطبيَة عن بعد
• الخبرة الطبيَة عن بعد
• المراقبة عن بعد
• المساعدة الطبيَة عن بعد

وجميع هذه الخدمات البعادية تشمل أغلب إن لم نقل جميع التخصصات الطبية الممكنة بدأ بالطب العام ، طب الجلد، طب الأورام،الكلى والمسالك البوليَة ، الأشعة ، طب الأطفال ، القلب والأوعية الدمويَة ، الطب النفسي ، العصبي ، طب العظام والمفاصل ... وصولا إلى مجال الجراحة والرعاية الصحية المنزلية عن بعد.

ما هي أنواع التطبيب عن بعد ؟

التطبيب عن بعد عبرالقياس البعادي (القيس عن بعد ) وهو نقل البيانات الطبية الهامة والخاصَة بالمريض بشكل متزامن من المناطق البعيدة والنَائية إلى المركز الصحي أو المستشفى المعني بالحالة .

التطبيب عن بعد عبرالتخزين والإرسال البعادي : وهو توفير الخدمات الطبيَة بشكل متزامن عبر التواصل الإلكتروني بالإنترنت (رسائل البريد الإلكتروني )...إلخ حيث يقوم الطبيب الموجود عن بعد بإستقبال ومراجعة البيانات والمعلومات المرسلة إليه ليقوم فيما بدوره إرسال رأيه الطبي والمتخصص حول الحالة بنفس الأسلوب إلى المريض (رسالة إلكترونيَة ) وفي أغلب الأحوال تعتمد هذه الطَريقة مع المرضى الذين يقيمون في المناطق النائية أو الحالات الطبية والصحيَة غير الإستعجاليَة (غير الطارئة ) .

التطبيب عبر الفيديو : (سواء بين المريض والطبيب أو عند عقد المؤتمرات الطبية بين الأطباء عبر الفيديو لتقديم تقرير مكتوب ودقيق عن الحالة بناء على آراء المتخصصين والطبيب الإستشاري الرئيسي المشرف على هذا المؤتمر عبر الفيديو ).

أمَا النوع الأكثر رواجا في صفوف كبار السن ، المعوقين والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة فهو ما يعرف بالتطبيب عن بعد عبر الرعاية الصحية المنزليَة وهي طريقة مرتبطة أيضا بخدمة المراقبة والمساعدة الطبية عن بعد حيث تمكن الرعاية المنزلية البعادية من نقل مباشر للصوت وصور الفيديو إضافة إلى المؤشرات الصحيَة الخاصة بالمريض كنقل معدل النبض، ضغط الدم، الأصوات التنفسية المرتبطة بالصدر ...إلخ ) كما يمكن عبر هذا النَوع من التطبيب رؤية كمية جرعات الأدوية والحقن التي يستهلكها المريض .