التشريح وعلم الخلايا المرضيَة

التشريح وعلم الخلايا المرضيَة

ما هو التشريح المرضي ؟

في خضم ما يشهده عصرنا الحالي من أحداث وصراعات داخليَة وخارجيَة ، إقتصاديَة ، سياسيَة أو إجتماعيَة إنتشرت العديد من الممارسات والسلوكيات التي عززت ظهور وتفاقم الجريمة في مجتمعاتنا إضافة إلى ظهور أمراض و ، متلازمات وآفات مرضيَة غريبة عن الإنسان ومنها ما هو نادر وصعب العلاج ، فاليوم يجد الإنسان نفسه أمام تحديات كبيرة باحثا عن تفاسير شافية وكافية لجميع الظواهر والأحداث المتداخلة التي تواجهه في مختلف مراحل حياته ومما لا شكَ فيه مثَل العلم وتحديدا الطب سلاحا فتاكا و صديقا مخلصا للإنسان حيث عززت الإكتشافات الطبيَة والإختراعات العلميَة ثقة الإنسان بنفسه وجعلته واثقا من قدراته وبأنَه يملك القدرة على الوقوف أمام الأمراض والآفات التي يمكن أن تواجهه.

وهذا ما ينطبق تماما على ما يعرف اليوم بطب أو علم التشريح الذي يلعب اليوم دورا أساسيَا وفعَالا في العمليَات الكشفيَة والتحليليَة لمختلف الأمراض والآفات التي يمكن أن تتسبب في وفاة الملايين حول العالم كل يوم ، كل لحظة بل كل ثانية ، لذلك يهدف علم التشريح إلى تحليل الخلايا والأنسجة في مختلف أعضاء الجسم البشري ويعتبر هذا الإختصاص أحد أهم فروع علم الأحياء كما يهتم هذا التخصص بتشخيص المرض من خلال أسلوب المعاينة (الظاهريَة ، المناعيَة والكيميائيَة لأنسجة والأعضاء الموجودة في الجسم و(تشريح الجسم ).

ويتمثَل عمل أخصائي التشريح في تشخيص وتحديد مصادر وعلاجات الأمراض البشريَة بمختلف أنواعها من خلال رصد التغيَرات المورفولوجيَة الطارئة على الأعضاء ولقد ساهم الطب التشريحي وبشكل كبير في مساعدة الخبراء والعلماء وحتى المرضى على فك معالم عدد كبير من الجرائم حيث يمكَن قسم التشريح في حالة موت شخص معيَن سواء كان مريضا أو أثناء حادث رجال الشرطة ، الأسرة أو رجال التحقيقات من الحصول على رؤية واضحة وتحليل مفصَل عن الجثَة يحدد وبدقة سبب الوفاة ، طريقتها والمدة الزمنيَة التي فارق فيها الشخص الحياة ، هذه المعلومات لم تكن متاحة في العصور الماضية لذلك بقيت العديد من الجرائم وأسباب وفاة العديد من الأشخاص مجهولة وغير معروفة آنذاك.

ويهدف طب التشريح وعلم الخلايا المرضية أيضا إلى الحصول وبشكل نهائي وقطعي على تشخيص دقيق للمرض كتحديد الخصائص و الهويَة الحقيقيَة للورم أي هل هو ورم حميد أم خبيث؟ ، معدَل خطورته ...إلخ.

ماهي أبرز خصائص التشريح وعلم الخلايا المرضيَة ؟

لا يعتبر طب التشريح وعلم الخلايا المرضيَة ضروريَا في الكشف عن أسباب الوفاة وكشف المعلومات الخاصَة بالجثَة فقط إنَما يعتمد أيضا في الخطط العلاجيَة المعتمدة من قبل الأطباء للحصول على المعلومات والتفاصيل التي تهم الورم أو المرض ...قبل إجراء العمليات أو الجراحات.

بالإضافة إلى ذلك ،يمكن لخبير التشريح أيضا تحليل ودراسة الأمراض الصعبة والمستعصية خاصَة الخبيثة التي تتسبب في وفاة العديد من المرضى حيث يعمل التشريح على تحديد هويَة هذه الأمراض عبر دراسة وتحليل أنسجتها وعادة ، يعتمد أخصائي علم الأمراض أو التشريح في تشخيصاته على عينات من الجسد (عينات من الخلايا ، عينات جراحيَة ، أو عن طريق فحص الخزعة )كما يعمل أخصائي علم التشريح المرضي على عدة أنواع من العينات (مسحة عنق الرحم، خزعة جراحية، قطعة مستئصلة، قطعة مجمدة ) و يمكن أن يعتمد في تشخيصاته أيضا على تقنية التنظير كالتنظير الداخلي على غرار المنظار الليفي ، تنظير القولون ، القصبات ، المثانة ، تنظير الحنجرة.)...إلخ.

ماهي الأمراض والأسباب التي يمكن أن تضر بالخلايا والأنسجة ؟

الأمراض المعدية (الفيروسية، البكتيريَة ، الفطريَة ...)

• الأمراض الوراثيَة الشديدة
• الأمراض الإلتهابيَة
• الأمراض التنكسية خاصَة الناتجة عن فترة الشيخوخة
• الأمراض المناعيَة
• الأمراض السرطانيَة
• الأضرار الكيميائيَة (المخدرات، الكيميائيات الصلبة والسائلة .......إلخ )
• إضطرابات التغذية الشديدة (الجوع ونقص التغذية، إضطرابات التمثيل الغذائي .....إلخ )

كباقي الإختصاصات يعمل أخصائي علم التشريح المرضي في تعاون وثيق مع أطباء وخبراء التخصصات الأخرى كأطباء الأمراض النسائيَة ،العظام، المسالك البولية، الأعصاب، الأورام، الأشعة، الأمراض الصدرية، طب الأطفال، أمراض الجهاز الهضمي ، الأمراض الجلديَة .إلخ ...