رغم أنّ الفشل الكلوي يصنّف ضمن أخطر الأمراض التي تعتبر الأكثر فتكا بالإنسان خاصّة إذا لم يتم التعامل معه بالسرعة الكافية والحكمة المطلوبة إلاّ أنّه أيضا من بين الآفات المرضيّة القاتلة التي تمكّن الطب الحديث والجراحة العامة المتطوّرة من التغلّب عليها وذلك في مواطن عديدة حيث يختفي الفشل الكلوي حتّى النّوع الحاد الوظيفي بسرعة بمجرّد أنّ يتلقّى المريض العلاج المناسب أي بعد علاج سبب الفشل الكلوي : يتم ضخ المياه المالحة في حالة الجفاف وسيتم إجراء عملية نقل دم ضخمة في حالة النزيف.
في حالة الفشل الكلوي الميكانيكي الحاد ، قد يكون الإجراء الجراحي أو العمليّة أمرا ضروريا لإزالة العائق. ولكن ، وعند بعض المرضى ، يكون من الأفضل اللجوء إلى تقنية غسيل الكلى ما يعرف عند عامّة النّاس بالدياليز أي الغسيل الكلوي (تنقية الدم بطريقة إصطناعية) قبل طرح حل التدخل الجراحي.
بعد العلاج تستغرق الكلى بضعة أيام للعودة تلقائيًا إلى العمل الطبيعي . خلال هذه الفترة ، يجب استخدام غسيل الكلى لضمان بقاء المريض في أمان ( على قيد الحياة) وذلك أثناء عملية تجديد الكلى.
ما الذي يمكن عمله في حالة القصور الكلوي المزمن؟
قد يختلف الفشل الكلوي المزمن من حالة إلى أخرى أي حسب كل مريض والأمراض المرتبطة به.
في حالات مرض الكلى المتعدد الكيسات ، يتقدم المرض بحوالي 5 ٪ سنويا ، ومرض السكري المتوازن ، 3.5 ٪ ومرض السكري ضعيف السيطرة ، 12 ٪ سنويا. في الحالة الأخيرة ، هذا يعني أنه خلال 5 سنوات ، يكون المريض قد فقد 60٪ من وظائفه الكلوية. ومع ذلك ، فإن السيطرة على القصور الكلوي أمر ممكن ، والمرحلة النهاية ليست حتمية لذلك نادرا ما ييأس أطبّاء الكلى من المحاولة وفي أغلب الحالات يتم تسجيل نسب نجاح كبيرة تدعو إلى التفاؤل .
يؤكّد طبيب مختص في أمراض الكلى والطب الباطني أنّه لوقف أو إبطاء تقدم الفشل الكلوي ، من المهم بشكل خاص التحكم في ضغط الدم الذي يجب أن يظل أقل من 130/80 مم زئبق والحفاظ على بروتينية أقل من 0.5 غرام لكل 24 ساعة. لهذا ، يعد العلاج الخافض لضغط الدم ضروريًا ، بالإضافة إلى التحكم في التوزان على مستوى النّظام الغذائي الذي يقوم عادة على إعتماد نظام غذائي محدود الملح خاصة ، مع تناول البروتين الذي يتم التحكم فيه أيضا .
كما يمكن وصف مكملات الكالسيوم وفيتامين د النشط (1-ألفا هيدروكسي كوليكالسيفيرول).
في الوقت نفسه ، من الضروري السيطرة الفعالة على الأمراض المرتبطة بالفشل الكلوي ، بما في ذلك مرض السكري وتصحيح عوامل الخطر القلبية الوعائية الأخرى: الإقلاع عن التدخين ، أيا كانت مرحلة المرض ، علاج فرط كوليستيرول الدم ، الإبتعاد عن الأوزان الثقيلة (الحمل الزائد) إضافة إلى إتباع نظام غذائي منخفض الدهون ، يمكن للطبيب المختص في بعض الأحيان أن يصف للمريض أدوية خفض الكوليسترول ، بهدف التخلّص من (الكوليسترول "الضار") الذي يبلغ 1 جم / لتر ، ويتحقق ذلك عن طريق النظام الغذائي و / أو الأدوية.
قد تكون الجراحة ضرورية عند تسجيل إستجابة ضعيفة مع العلاج الطبي أو في حالة حدوث تشوه أو إنسداد في المسالك البولية.
كما يجب على الطبيب والمريض إعتماد تدابير أخرى لحماية الكلى ومن الضروري أيضا ضبط كميات الأدوية الموصوفة لجعل الكلى تعمل بشكل طبيعي ، والقضاء على الأدوية السامة للكلى (وخاصة العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية) والحد من تناول الملح وضمان تناوله في الماء لمنع الجفاف وخاصّة الحرص على دعم الجسم بالكميّات الكافية من الماء .
